الاثنين، 8 يونيو 2020

اغتصاب كان و أخواتها - محمد الماغوط- تقديم خليل صويلح

 الغلاف 
 العنوان اغتصاب كان و أخواتها - محمد الماغوط- تقديم خليل صويلح
 الحجم 330 كيلوبايت
 التحميل من هنا

خليل صويلح

مواليد الحسكة 1959

ليسانس في التاريخ – جامعة دمشق – 1986يعمل في الصحافة الثقافية منذ مطلع الثمانينات

مشرف ثقافي على "ملحق تشرين الثقافي الأسبوعي"

مراسل ثقافي لصحيفة الأخبار اللبنانية

مراسل ثقافي لإذاعة مونت كارلو الدولية

عضو هيئة تحرير مجلة "زوايا" في بيروت

شارك في ورشات عمل في القاهرة وعمّان وباريس

وله مشروع روائى بدأ برواية (عين الذئب 1995) ثم تلاها رواية (ورّاق الحب 2002) والتى نشرت فى سوريا ثم أعادت دارالشروق طبعها بمصر، ثم تلتها فى 2006 روايتى (بريد عاجل) و(دع عنك لومى)، كما كانت له تجربة فى كتابة سيناريو تلفزيونى بعنوان (السندباد الجوى) مع المخرج حاتم على

 

فاز الكاتب السوري خليل صويلح بجائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي لعام 2009 عن روايته "وراق الحب "، لتترجم، وتصدر عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية عام 2010 وتوزع في كل من القاهرة ونيويورك ولندن 

عن الكتاب 

اغتصاب كان واخواتها - كتاب حوارات مع صاحب حزن في ضوء القمر: محمد الماغوط: لست جريئا لكنني صادق مع نفسي وانا شاعر ازقة لا شاعر قصور

يحار المرء في هذا القدر الهائل من العفوية التي تصدر عن محمد الماغوط في اقواله مثلما في شعره هكذا كطفل كبير مذعور وخائف يقف الماغوط وحيدا في لحظة وجودية ضيقة وعالية ارتقى اليها بفعل هذه الصدامية العنيفة مع الواقع العربي والثقافة العربية.

ففي كتابه  (اغتصاب كان واخواتها) هو مختارات من حوارات صحفية كانت قد اجريت منذ الستينات من القرن الماضي وحررها الشاعر خليل صويلح امتلك الماغوط جرأة التحديق في وجه الخوف ومساءلته ربما بهدف تبديده.

انها ثيمة، اي الخوف دائمة التردد والتكرار في حوارات الماغوط وهو الذي نشأ في بلدة السلمية وغادرها الى سجن دمشق ثم الى ارصفتها وغرفها الضيقة وزنازين (عبدالحميد السراج) وغرف التحقيق غير انه دخل الى (صالون) الشعر باصابع ملوثة بالحبر ومعطف ثقيل من الاحزان من دون بزة رسمية وربطة عنق لا بل جاء بالبيجاما مما جعل الرسميين يتململون في مقاعدهم.

والحال ان فكرة جمع مختارات او منتخبات من حوارات مع شاعر تبدو فكرة غير اليفة وربما صادمة ذلك ان الكثير من المثقفين العرب من الدرجة العاشرة ملأوا الارصفة بكتب ضمت حوارات معهم اجراها صحفيون عاديون بلا اي استثناء وقاموا هم بتحريرها وطبعها على نفقتهم الخاصة ففي الكتاب ثمة ما هو اعادة اعتبار لما يمكن قوله عبر هذه (التقنية) في الكلام بعيدا عن الشعر او المسرح على نحو ما يكون ذلك تأسيسا لخطاب ابداعي خاص يتصل بالشعر والسيرة الذاتية والتأمل في الذات والعالم عبر اخر يساجل ويجادل ويستفز ويحفز.

على هذا النحو ما من صفحة واحدة من الحوار الا وتجبر قارئها على ان يضع خطوطا تحت مقولات قد تصل الى عدة اسطر مثلما انها قد لا تتجاوز بضع كلمات من قاموس نافر تجاورت الى بعضها بطريقة صادمة افضت الى دلالة صادمة او مربكة.

وفي حواراته التي تقطر عاطفة حارة ومتقدة وصدقا رفيعا لا يصدر الا عن مبدع رفيع بوسع القارئ ان يختلف مع الماغوط ويخالفه فثمة افكار صادمة اكثر مما هي عدائية لفرط ما فيها من سخرية لاذعة بل موجعة في بعض الاحيان.

فاذا كان يرى الماغوط ان الراحل البياتي بنى مجده الشعري على انه مطارد من كل مخافر العالم بينما لم يوقفه شرطي مرور فانه ايضا يصف ادونيس بانه تلميذ في الغرب واستاذ في الشرق وهو الذي قدمه اوائل الستينات الى اعضاء مجلة (شعر) في بيروت يصفه الماغوط بالنازية تقريبا عندما يقول: لكني اعتقد انه لا يمانع اليوم في تقديمي لمحكمة نورمبرغ. مع انه طيلة الحديث عنه لا يشير الا من ضيقه ذرعا بتنظير ادونيس في حين يرى الماغوط في الشعر انه (نوعا من الحيوان البري. الوزن والقافية والتفعيلة تدجنه، وانا رفضت تدجين الشعر تركته كما هو حرا، ولذلك يخافه البعض). ويقول ايضا انا لا اجيد التنظير مثل ادونيس ولست خبيرا زراعيا كي اقول ما نوع هذه الشتلة وكم تحتاج من اسمدة كي تحيا لكن ما اعرفه ان قصيدة النثر جاءت كضرورة صحية لالغاء دكتاتورية الشعر الكلاسيكي.

ولا يقف الامر عند هذا الحد بل انه هو غير المتابع لما يكتب شعراء سوريا الشبان ومعرفته بهم لا تتجاوز معرفته بشعراء بنغلاديش الا انه يصفهم في اشخاصهم بانهم اوركسترا من الضفادع تنق دويا لاثبات الوجود ويديرها مايسترو واحد اسمه الحذاء.. لقد اصبحوا اكثر عددا من سائقي باصات الكرنك واقترح ان يفتتح اتحاد الكتاب العرب مرآبا لهم وهو الذي قبل قليل رفض ان يكون (تروتسكي) قصيدة النثر العربية.

(اغتصاب كان واخواتها) كتاب مثير حقا ويسيل حبرا كثيرا لكن التعليق عليه ليس سوى اكثر من اعادة انتاج لابرز مقولاته:

- الزمن هو الناقد الاول في كل قضية.

- الكتابة يجب ان ترد الاعتبار للانسان العربي بأي حال وبأي شكل وبكل الصور.

- حزبي الوحيد هو الشعر.

- الفرح مؤجل كالثأر من جيل الى جيل وعلينا قبل ان نحاضر في الفرح ان نعرف كيف نتهجأ الحزن.

- الفرح كما اتخيله صعب المنال جدا كالطفولة بالنسبة لشيخ يدب على عكازه.

- السجن هو ان تكون غير مطمئن حتى الى احلامك.

- المبدع في الشرق عامة قط جائع في حانوت للمعلبات.

- البطولة في عصرنا نادرة كالطوابع التذكارية.

- انا طفل لدرجة استطيع ان اشم معها رائحة الحليب على شفتي.

- انا في طبيعتي سوداوي ولا ارى من الكأس الا نصفها الفارغ.

- الاحلام كالزهور متى ذبلت يستحيل احياؤها من جديد.

- لم اشعر في حياتي كلها بالحرية.

- اشعر احيانا ان يدي التي اكتب فيها عن الصداقة والوفاء لم تعد صديقة ووفية لي.

- المبدع كالنهر الجاري متى استقر تعفن.

- اتسخت اللغة من سوء الاستعمال بل اغتصبت وفقدت عذريتها على ايدي الدجالين من الخطباء والشعراء.

- لا اقوى على صبغ التابوت باللون الاخضر.

- لحظة يأس اصيل او خوف اصيل اجدى من الف سنة من الامل الكاذب او الشجاعة الزائفة.

- لا يوجد عند العرب شيء متماسك منذ بدء الخليقة حتى الان سوى القهر.

- الوحدة الحقيقية القائمة بين العرب هي وحدة الالم والدموع.

من مقاله في الدستور - جهاد هديب عمان تم نشره في الثلاثاء 14 كانون الثاني / يناير 2003. 02:00 مـساءً